‫الرئيسية‬ نسمات الحرية شدو الخيمة زينب خليل عوده تحاور السيدة علا عوض، رئيسة الإحصاء الفلسطيني
شدو الخيمة - نسمات الحرية - 5 نوفمبر، 2017

زينب خليل عوده تحاور السيدة علا عوض، رئيسة الإحصاء الفلسطيني

المسؤولية الأكبر التي تقع على عاتقي هي تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للإحصاءات الرسمية وتطوير المؤسسة الإحصائية وكوادرها البشرية في فلسطين نحو الأفضل .

كتبت زينب خليل عوده

قالت السيدة علا عوض رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن المسؤولية الأكبر التي تقع على عاتقها، هي تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للإحصاءات الرسمية وتطور المؤسسة الإحصائية وكوادرها البشرية في فلسطين نحو الأفضل ، وتابعت أن الاحتلال الاسرائيلى هو الذي يمنع إحداث تنمية فعلية للشعب الفلسطيني، وأكدت أن الاحتلال الإسرائيلي لا يميز بين المرأة والرجل فالإجراءات الإسرائيلية القمعية تطول الجميع بدون استثناء … ولقد أجريت معها حوارا مع السيدة عوض  وهى أول سيدة فلسطينية تتولى هذا المنصب الهام .

** هل لك أن تتحدثنى عن تجربتك كسيدة بعد مرور فترة على تعينكم رئيس للجهاز المركزي للإحصاء ؟

-فعلياً تم تكليفي القيام بأعمال رئيس الإحصاء الفلسطيني لمدة سنتين قبل إصدار المرسوم الرئاسي بتعييني رئيساً للجهاز في نهاية العام 2010، وبالتالي كان لدي الخبرة الكافية لمواصلة رئاسة الجهاز وإدارة هذه المؤسسة العريقة حيث كنت على إطلاع بمجريات الأمور ولم تختلف المسؤولية بالنسبة لي،المسؤولية الأكبر التي تقع على عاتقي هي تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للإحصاءات الرسمية وتطور المؤسسة الإحصائية وكوادرها البشرية نحو الأفضل.

اعتقد أن تجربتي كانت تجربة مميزة على الصعيد الشخصي وعلى صعيد أداء المؤسسة وتحقيق الانجاز تلو الانجاز حيث قمنا بتنفيذ مسوحات نوعية تنفذ لأول مرة في الأراضي الفلسطينية مثل مسح الإعاقة ومسح الهجرة ومسح العنف ضد النساء وكذلك تنفيذ التعداد الزراعي 2010 الذي ينفذ لأول مرة في فلسطين بالإضافة إلى حصولنا على شهادة الجودة العالمية “الأيزو” وسعينا الدؤوب لانضمام فلسطين إلى المعيار الخاص لنشر البيانات مع نهاية العام الحالي.

**كونك أول إمراة تتولى المنصب؟؟ هل سعيدة؟؟ هل التجربة ناجحة ؟؟؟ كيف تصفيها ؟؟

-بالطبع أنا سعيدة خاصة إذا ما تحدثنا عن نسبة مشاركة المرأة في الإدارة العليا وهي نسبة متدنية بحسب إحصائيات الإحصاء بحيث أنها لم تتعدى ال 12%. فأنا اعتبر تجربة رئاستي للجهاز ناجحة بكل المقاييس حيث لاقيت كل الدعم من أبناء الأسرة الإحصائية. فأنا لم ادخر جهداً لجعل هذه المؤسسة بجهود أبناءها أن تكون في مقدمة المؤسسات الإحصائية الرائدة ليس فقط على المستوى العربي وإنما أيضا على المستوى الدولي. كما أود الإشارة بأن نجاحي لم يتحقق بدون الجد والمثابرة والإخلاص في العمل وتعاون اللامحدود من كافة أبناء الأسرة الإحصائية معي، فمنذ إن توليت رئاسة الإحصاء الفلسطيني وأنا اتبع قواعد وركائز أساسية لا يمكنني الاستغناء عنها وهي العمل كروح الفريق الواحد والصرامة في اتخاذ القرارات وتعزيز العمل والجهد الجماعي.

** كيف تقييمك لأداء الجهاز بكافة أقسامه وكوادره؟

-التقييم ممتاز وذلك بفعل الإرادة العالية والتصميم على النجاح عند أبناء الأسرة الإحصائية الواحدة، فهم يعملون كخلية النحل الواحدة، منذ تأسيس الإحصاء وحتى يومنا هذا. ولقد تسلمت جائزتين دوليتين من معهد الأبحاث البيئية الدولي للإنجاز المميز في استخدام نظم المعلومات الجغرافية وذلك في مؤتمر ‘ايسري’ الدولي الذي عقد في مدينة  سان دياغو الأمريكية خلال الفترة 12-16/07/2010 ‘. وتم اختيار الجهاز من بين 100.000مؤسسة عالمية لاستلام جائزتين حول الأطلس الإحصائي الإلكتروني، وكذلك إنشاء قاعدة بيانات جغرافية، من معهد الأبحاث البيئية الدولي ‘أيسري’ ESRI ، ومقره في الولايات المتحدة الأمريكية

**كيف تصفى وضع المرأة الفلسطينية خاصة فى ظل الاحتلال ؟؟

-الاحتلال الإسرائيلي لا يميز بين المرأة والرجل فالإجراءات الإسرائيلية القمعية تطول الجميع بدون استثناء، فقد عانت المرأة الفلسطينية ومازال تعاني من الاحتلال.  المرأة تواجه تحديات من أهمها ضمان حقوقها في الصحة والتعليم والحياة الأفضل، فمشاركة المرأة في الحياة العامة ما زال متدنياً، حيث بلغت نسبة مشاركة النساء الفلسطينيات في سوق العمل لعام 2010 نحو 15% فقط من إجمالي النساء 15 سنة فأكثر،  كما أنها ما زالت تواجه العديد من أنواع العنف الممارس ضدها فالمؤشرات الإحصائية تشير إلى انه ما لا يقل عن ثلث النساء مازلن يتعرضن على الأقل لنوع واحد من أنواع العنف، خاصة العنف الجسدي والنفسي. لقد نجحت المرأة الفلسطينية في مساهمتها وانخراطها في العمل الوطني الفلسطيني منذ بداياته، وكذلك استطاعت ان تنجب هذا الشعب الصامد والمرابط.

**من خلال المعلومات التي يقدمها جهاز الإحصاء المركزي عن المرأة الفلسطينية، بودنا التعرف على وضع المرأة الفلسطينية في كافة المجالات وماذا استطاعت ان تحقق؟

-بالنسبة للمرأة الفلسطينية والحياة العامة فقد لعبت دورا فاعلا في السلطة على كافة الأصعدة، فمن الناحية السياسية على سبيل المثال فقد شهد العام 2009 تطوراً في مجال مشاركة المرأة في الحياة السياسية، فهناك 5 وزراء إناث من أصل 22 وزيراً في الحكومة الفلسطينية. وأما على صعيد المجلس التشريعي فقد ارتفعت نسبة مشاركة النساء من 5.6% عام 1996 إلى 12.9% عام 2006، حيث لعبت الكوته النسائية دوراً بارزا في إظهار دور المرأة القيادي والسياسي. كما بلغ تمثيل النساء في وزارة الخارجية الفلسطينية 24.6% في عام 2009 من مجموع العاملين في تلك الوزارة، وأن عدد السفيرات في الخارج بلغ نسبة 5.4% بعد أن كان 2.1% في عام 1992 (سيدتان من أصل 93 سفيراً).

كما تم تعيين أول امرأة في عضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 2009، ومع بداية عام 2010 تم تعيين أول سيدة لتشغل منصب محافظاً لمحافظة رام الله والبيرة مما يعكس نجاح وقدرة المرأة الفلسطينية في إدارة المؤسسات بفعالية ومهنية عالية.

وبالنسبة الى التربية والتعليم تشير الإحصاءات إلى استمرار زيادة انتشار التعليم وانخفاض نسبة الأمية، وقد تمكنت فلسطين من تحقيق نتائج مقاربة لتلك التي حققتها بعض الدول العربية ذات التنمية البشرية المرتفعة.فقد زادت معدلات معرفة القراءة والكتابة للنساء 15 سنة فأكثر من 84.1% خلال عام 2000  إلى 91.3% عام 2009، بالمقابل بلغت نسبة معرفة القراءة والكتابة للرجال لنفس الفئة العمرية 94.9% عام 2000 في حين بلغت 97.4% عام 2009.

بدخول الألفية الثالثة كان من المفترض أن يتحسن نسبة المشاركة للنساء في القوى العاملة لأسباب منها الاهتمام العالمي بتمكين المرأة ومؤتمر بيجين ومقرارته وكذلك التداخلات والبرامج التي نفذت في الألفية السابقة ولكن على الرغم من ذلك إلا أن نسبة مشاركة النساء خلال عام 2009 مازالت منخفضة ووجدنا أنها من أقل نسب المشاركة على المستوى الإقليمي ويمكن القول أيضاً على المستوى العالمي حيث بلغت 15.7%.

وفى مجال القضاء حيث نجد أن هناك 12 قاضية من بين كل 100 قاض وقاضية في الأراضي الفلسطينية خلال عام 2008. وفي قطاع المحاماة، فإن 14.9% من المحامين المزاولين للمهنة في العام 2008 في الأراضي الفلسطينية نساء، مقارنة بـ 85.1% رجال. وترتفع نسبة المحاميات المزاولات للمهنة في الضفة الغربية عنها في قطاع غزة لتبلغ   (15.9%، و11.7%) على التوالي.

وتشير بيانات العام 2008، أن مهنة التمريض تجتذب الإناث بشكل أكبر من غيرها من المهن الطبية إذ أن هناك 56 ممرضة من بين كل 100 ممرض وممرضة، بالمقابل فإن خُمس أطباء الأسنان ونصف الصيادلة تقريباً هن إناث أيضاً.

كما تبلغ نسبة النساء في المجلس التشريعي 12.9% تتضاعف تقريبا نسبة تمثيل النساء في مجالس الطلبة في الجامعات الفلسطينية، فبينما كانت هذه النسبة تبلغ 23.3% عام 1997، بلغت نسبة الإناث 24.4% في عام 2006.

** كيف توفقي بين عملك وبيتك؟؟ وكيف علاقتك بالزوج والأولاد وهل يتفهموا عملك؟؟

-ليس بالأمر السهل أن يتم الموائمة بين عملي وبيتي، ولكن منذ اللحظة التي  ادخل بها إلى منزلي واحتضن أولادي ، أقوم بتكريس جل وقتي في المنزل لأطفالي وزوجي، فانا أحاول جهدي للإيفاء بواجباتي تجاههم ، كما أنني أحاول أن اقضي أيام العطل والإجازات معهم، طبعا الداعم الرئيسي لي في هذا الموضوع هو زوجي الذي استمد منه كل الدعم والمساعدة والقوة للقدرة على القيام بواجباتي العائلية بالإضافة إلى أن التفاهم المشترك بيني وبين زوجي هو أساس قدرتي على الموائمة بين عملي وواجباتي العائلية. ، وأتمنى ان أرى أبنائي في أحسن حال ومتعلمين ولديهم شهادات عليا وذوي مناصب عليا مستقرين في وطن مستقر، وأتمنى أن تقام دولتنا الفلسطينية كلى كافة ربوع الوطن وعاصمتها القدس الشريف .

**كيف علاقتكم بالرئاسة أي بالرئيس الفلسطيني  ؟؟

-الرئيس الفلسطيني هو رئيس الشعب الفلسطيني كله والإحصاء مؤسسة فلسطينية حكومية مثل المؤسسات الحكومية الأخرى والرئيس الفلسطيني هو من أصدر مرسوم بتعييني رئيساً للإحصاء الفلسطيني حيث تم إصدار قرار تعييني في الجهاز على أساس مهني بحت وليس على أساس سياسي، ونحن كمؤسسة إحصائية نقوم بشكل دوري بتزويد سيادة الرئيس بأحدث المؤشرات الإحصائية لنضعه في صورة الوضع.

**ما مدى التعاون بين الجهاز والأجهزة المماثلة له فى الوطن العربي؟

-هناك تعاون وثيق بين الإحصاء الفلسطيني وأجهزة الإحصاء العربية الأخرى، حيث نجتمع تحت مظلات إحصائية متعددة ونشارك في المحافل العربية المختلفة من اجتماعات اللجنة الفنية الدائمة للإحصاء التابعة لجامعة العربية وفي اجتماعات مجلس الوحدة الاقتصادية والمنتديات والمؤتمرات العربية الإحصائية واجتماعات اتحاد الإحصائيين العرب واجتماعات المعهد العربي للتدريب والبحوث الإحصائية وغيرها الكثير من الأنشطة والفعاليات الإحصائية لما شأنه رفعة وتطور العمل الإحصائي العربي ، ونحن نعمل معهم على أساس الشراكة من خلال تبادل الخبرات والمعرفة بالإضافة إلى الإطلاع المشترك على آليات ومنهجيات العمل المتبعة في كل دولة والإطلاع على تجارب الدول العربية في العمل الإحصاء.

**هل هنالك تعاون بين الجهاز والأجهزة العربية الأخرى مثل مصر ؟؟؟ كيف ترينه؟؟ وما المطلوب ؟

-نحن نتعامل فقط مع الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ومع اللجنة الفنية الدائمة للإحصاء التابعة لجامعة العربية والأمانة العامة لمجلس الوحدة الاقتصادية وتجمعنا بهم جميعاً علاقة طيبة في مجالات توافق التعاون الإحصائي والمطلوب الاستمرار في هذه العلاقة والمحافظة عليها وتعزيزها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة + 16 =

‫شاهد أيضًا‬

حوار مع مدربة الحياة التونسيّة أ. ريم الخميري

الكوتش التونسية ريم خميري : الأمل أكسيجين الحياة معرفة الذات طريق للسعادة الحقيقية الإنسان…