‫الرئيسية‬ عازفو اوتار همسة 2- بقلم : الشاعرة همسة يونس

همسة 2- بقلم : الشاعرة همسة يونس

منذ فترة قريبة لفت انتباهي ما طرحته إحدى صديقاتي على الفيس بوك … فقد تطرقت إلى موضوع ( تبادل تحية الإسلام ) بين المسلمين في بلادها…

والحقيقة أن كل المداخلات أشارت إلى وجعٍ واحد …

وهو عدم الالتفات لتلك التحية العظيمة .. وعدم الاهتمام باستخدامها كتحية كما يجب أن يكون الاهتمام …ربما لا يُشكِّل هذا الأمر عند البعض أمراً مصيرياً .. وقد يرى آخرون أنني أتطرَّقُ إلى مسألةٍ بسيطة لا تستحق الوقوف عليها ..

بينما أنا وآخرون كُثُر مثلي نظنُّ أنه أمرٌ عظيم ..
أمرٌ موجِع .. أن يخصُّنا المولى عز وجل بتلك التحية العظيمة .. لنتناساها نحن … ونُحِلَّ محلها ” طوابير ” من التحايا التي لا تحمل بين طياتها الأجر العظيم والمحبة والمودة التي تحملها تحية الإسلام ..

…. ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) …

اليوم في كثير من الأماكن العامة .. إن مررتَ بجماعة وألقيتَ هذه التحية .. رمقك البعض بنظرةِ استغراب وامتعاض…!!!!

وكأنك مخلوق قادم من المريخ ..!!!بل وقد يُشعِرُكَ البعض بأنك قد تجاوزتَ حدودكَ حين ألقيتَ التحية عليهم دون سابق معرفة ..!! وإن تركتُ الساحة لخيالي الخصب أعتقد أنه لولا العيب لانقضَّ عليك أحدهم وسحبكَ إلى مركز الشرطة متهماً إياك بتعكير صفو مزاجه واقتحام حريته الشخصية لمجرد أنك ألقيتَ عليه التحية !!!!

قد يظن البعض أنني أبالغ في وصفي للأمر .. لكن أنا متأكدة أن الكثيرين منكم قد مروا بمثل هذا الموقف وراودهم مثل هذا الشعور !!!!

يقول الرسول صلى الله عليه و سلم : ” لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا و لن تؤمنوا حتى تحابوا , أولا أدلكم على شىء إذا فعلتموه تحاببتم .. أفشوا السلام بينكم “

إن الالتزام بتحية الإسلام لا يتوقف على مجرد التحية وفقط .. بل إنه يمتد إلى ما هو أبعد من ذلك… حين نتبادل التحية .. لن يكون هناك جار لا يعرف شيئاً عن جاره !!! حين نتبادل التحية لن يتراكم الحقد في صدورنا ..!!

حين نتبادل التحية سنكون قدوةً لأطفالِنا وطلابِنا ..

كم من المباني الشاهقة والأبراج التي تناطح السحاب .. تضم بين حناياها مئات البشر … وبعضهم بابه ملاصقٌ لباب جاره .. لكنهم لا يعرفون بعضهم ؟!!! …لأنهم لم يجربوا مرةً أن يتبادلوا تحية الإسلام العظيمة التي تنشر السلام والأمان والطمأنينة في نفوس البشر ..

ذات يوم كنت في إحدى الجمعيات أتسوُّق .. وقفت بقربي امرأةٌ عربية تختار ما تحتاجه من خضار .. وإذ بها تلقي عليّ التحية

( السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته ) …

لا أخفيكم أنني دُهِشْتُ من تصرفها .. لأن المألوف بات أن نحتكر التحية على من نعرفهم و”بس ” …!! بادلتها التحية بمثلها .. وبعد دقائق وجدتني أعود إليها لأقول

( جزاكِ الله خيراً .. شكراً لكِ )… ابتسمت المرأة مستغربةً من شكري لها .. فقلتُ موضحةً : ( يا أختي بات من العجيب أن يلقي أحدنا التحية على من لا يعرفهم .. وبفعلك أنتِ أدخلتِ السعادة إلى قلبي فبارك الله فيكِ أختاه )..

أجل والله إنه لتغمر الروح سعادةً عظيمة وفرحاً لا يوصف حين تسمع تحية الإسلام من أخوة لك يلقونها عليك بلا سابق معرفة ولمجرد أن ينالوا الأجر والثواب.. ولمجرد أن يتبعوا سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن ( أفشوا السلام )…

أظن أننا إن أفشينا السلام بيننا حقاً وبصدق وبقلبٍ ناصع ..

لكان حال أمتنا أفضل .. ولكانت قلوبنا أكثر صفاءً فيما بيننا ..

ولما تناحر البشر في خلافاتٍ تافهة .. ولما اكتظت المحاكم بالمتخاصمين ..ولما أريقَتْ قطرةُ دم واحدة …!!!!!

يقول الله تعالى : ” هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً{43} تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً{44} ” سورة الاحزاب

وهل أكبر من هذا التكريم لهذه التحية العظيمة .. أن تكون تحية الله تعالى لعباده الصالحين في الجنة …!!!

فهو سبحانه وتعالى ( السلام ) .. ومنه السلام …

*** ( نبض : ما أحوجنا هذه الأيام لأن نُفشي السلام بيننا ..

….. لعلّنا نرجعُ البسمةَ لشفاهِ طفلٍ بريء… نسيَ أنه طفل .. حين عانق صرخات الألم .. وتاه في عينيه بريقُ الأمل … !!!)

فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

,,,,,,,, ولن أنسى …

جوريتي الحمراء لقلوبكم .. مني أنا .. عاشقة الجوري 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 − خمسة =

‫شاهد أيضًا‬

حوار مع مدربة الحياة التونسيّة أ. ريم الخميري

الكوتش التونسية ريم خميري : الأمل أكسيجين الحياة معرفة الذات طريق للسعادة الحقيقية الإنسان…