‫الرئيسية‬ عبق الياسمين شعر النثر الْحِصـــانُ ذُو الْأَجْنِحَــــة/ بقلم :جميل أبو صبيح
شعر النثر - عبق الياسمين - 3 نوفمبر، 2017

الْحِصـــانُ ذُو الْأَجْنِحَــــة/ بقلم :جميل أبو صبيح

أنطلِقُ ، أنا الحِصانُ الأبيضْجامِحاً فوقَ العُشْبِ على امْتِدادِ بَرِّيَّتي 
أُشرِعُ رايةَ صدري بِعُنفُوانٍ وَحْشِيّْ
أشرعها إلى حقول الغيمْ 
منطلقا بصهيلي الذي يطير بجناحيه الفَتِيَّيْنْ
مَطارقُ حوافري صوتُ البَراري
وريشي الفسفوري المُضيءْ
أجنحةُ الأساطيرْ
واندفاعي ..
هذا الحشدُ الهائلُ من صقورِ الجِبالِ البِكرْ
سياجُ قطعاني المُنْطَلِقَةْ
المنطلقةُ إلى نشيدِ الحُرِّيَّةْ
مَنْ يَمْنَعُني !!
مَنْ يَفْتِكُ بِجُمُوحي !!
أنا الحِصانُ الأبْيَضُ الْجَمُوحْ
أنا ابنُ الأُسْطورَةْ
أَجُرّ فَرَسي الْمُبَلَّلَةِ بِالدَّّمْ
أَطْوي لِجامَها على كَفِّي بِحَزْمٍ وَعَصَبِيَّةْ 
وَأَجُرُها إلى السّاحَةِ العامَّةْ 
حَيْثُ يَجْدِلُ الفُرْسانُ مِنْ عِظامِ خُيُولِهِمْ سُيُوفاً 
وَمِنْ لَحْمِها مَوائِدَ لِلْفُروسِيَّةْ
وَمِنْ نَواصِيها صَوْلَجاناتٍ لِلطِّرادْ
ها هِيَ تَمْشِي سَلِسَةً وَأَقُودُها بِحَزْمْ 
كَيْ لا تَنْسَرِب إِلى بُحَيْرَةِ الْمُخَيَّلَةْ
الْبُحَيْرَةِ الرّاكدَة ، 
المُطْفَأَة القَناديلْ
تِلْكِ التي تُخَبِّئُ حَشَراتٍ مُضيئَةً بَيْنَ دَهالِيزِها
وَتَنْصُبُ احْتِفالاتِها على مَساحاتِها السَّاجِيَةْ
بُحَيْرَةُ فِضَّةٍ وَمَشاعِلْ
ساكِنَة على أضْواء خافِتَةْ
وَخيالاتٍ لَيْلِيَّةٍ تَطيرُ على وَجْهِ المِياهْ
لَعَلَّ امْرَأَةً مـا 
أَوْ طاِئراً عابِراً
أَوْ خَيال جَسَدٍ غَيْرِ مَرْئِيّْ
يَعْبُرُ تَجاويفَ الظُّلْمَةْ
على ظَهْرِ فَرَسٍ مُبَلَّلَةٍ بِالدَّمّْ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة عشر − ستة =

‫شاهد أيضًا‬

حوار مع مدربة الحياة التونسيّة أ. ريم الخميري

الكوتش التونسية ريم خميري : الأمل أكسيجين الحياة معرفة الذات طريق للسعادة الحقيقية الإنسان…