حوار مع مدربة الحياة التونسيّة أ. ريم الخميري
الكوتش التونسية ريم خميري : الأمل أكسيجين الحياة
معرفة الذات طريق للسعادة الحقيقية
الإنسان صانع نفسه عندما يعرف قيمة ذاته
على وجهها ابتسامة عريضة تنشر الانشراح لمن يراها و يلتقيها , تؤمن كثيرا بالعمل و الروح الإيجابية و التغيير نحو الأفضل انطلاقا من قناعات ذاتية داخلية و معرفة كنه الذات , تدعو كثيرا إلى محاربة السلبية و التقوقع على الذات , تنشر الفرح و التغني بالحياة السليمة للمواطن العربي و الانسان عموما , أنها مدربة الحياة التونسية ريم الخميري صاحبة ألعاب تطوير الذات “أعرفني أكثر ” و ” أبحر في أعماقك “.. مجلة اوتار التقتها وكان لنا معها هذا الحوار الشيق .
س: لو تقدمي نفسك لجمهور مجلة “أوتار “ماذا تقولين ؟
ج : أنا ريم خميري مدربة حياة (كوتش) إنسانة شغوفة بتطوير الذات أؤمن جدا بقدرة كل شخص على التغيير و النمو و أن كل فرد منا بداخله قوة عظمى لتحسين الحياة و بالتالي المجتمع , رسالتي هي مساعدة الناس على اكتشاف تلك الأدوات و تحقيق إمكانياتهم الكاملة و أحلامهم و العيش بسلام داخلي و مجتمعي
س : كيف أتيت إلى عالم التنمية البشرية ؟
ج : كانت البداية تساؤلات عديدة كنت أبحث عن إجاباتها , و كانت بداية هذه الرحلة مع نفسي و كان أولها نفسي
مررت بتجارب صعبة و أزمات جعلتني أبحث عن إجابات حول كيفية مواجهة الحياة بشكل أفضل , وجدت في التنمية البشرية نافذة على استيعاب نفسي أولا ثم تمكين الآخرين و منها أختي , تلك التجربة الشخصية ألهمتني دخول هذا الميدان بشكل احترافي
س:بماذا تمتاز ريم خميري عن بقية هؤلاء المدربين حتى تفتك مكانتها ؟
ج : أعتقد أنني أمتاز بالصدق في التعاطي مع الآخرين و الشغف الحقيقي لمساعدة الأشخاص على التغيير و التحول نحو الإيجابية كما أنني أدمج بين الأدوات الجديدة في التنمية البشرية و بين القيم الروحية و النفسانية المستمدة من ثقافتنا و إسلامنا
س : هل ترين أن التنمية البشرية قادرة على النهوض بالذات البشرية ؟
ج:نعم بالتأكيد لأنني طبقت هذا على نفسي و على المحيطين بي و على المقربين مني أولا ,أرى أن التنمية البشرية تقدم أدوات و مفاهيم يمكن أن تساعد الانسان على تحقيق تغيير إيجابي في حياته , صحيح أن النتائج تعتمد على الجهد الشخصي للفرد و لكن الإطار النظري و التدريبات المقدمة تساعد على فتح آفاق و تحقيق الإرادة الذاتية
س : هل هذا ينطبق على كل إنسان أم هناك اختلاف من شخص لآخر ؟
ج: بالطبع فالاختلاف بالنسبة لي قانون كوني و أن كل شخص له تجربته الفريدة , ما أقدمه يعتمد على الجمع بين دراستي العميقة للتنمية الذاتية و تجربتي الشخصية و تطبيقي للمبادئ العربية و الإسلامية , هذه الرؤية الشاملة تجعلني أؤمن جدا بأنني أستطيع أن أساهم بشكل فعال
س: ماهي الطرق التي تتوخينها للإحاطة النفسية للحريف حتى يصل إلى هدفه ؟
ج: أعتمد على جلسات تفاعلية مبنية على الاستماع الفعال و فهم حالة الشخص و بعدها التوجيه بآستخدام تمارين و أدوات و تطبيقات و تدريبات تساعد الحريف على اكتشاف ذاته و مواجهة تحدياته بسلاسة و أدفع الحريف على وضع أهداف واضحة و العمل على خطط و اقعية للوصول إليها في العالم المادي
س : هل نتائج الحصص العلاجية مع حرفائك مضمونة ؟
ج :النتائج تعتمد بشكل كبير على التزام الحريف و قدرته على العمل على نفسه , لا يمكنني ضمان النتائج ما لم يلتزم بالتطبيق و الانضباط و الاستمرار و لكني أضمن تقديم الدعم و التوجيه الكامل فالنجاح يعتمد على التزام الطرفين
س: هل لديك طرق موحدة للإحاطة بالحرفاء أم أن لكل حريف طريقة تعامل خاصة به ؟
ج: كل شخص له طريقة تعامل خاصة به , لأن كل انسان فريد بتجربته و ظروفه , أؤمن بأن الحلول الجاهزة لا تنجح مع الجميع لذا أعتمد على دراسة حالة كل شخص و تكييف الأسلوب بما يتناسب مع احتياجاته
س : أين تجلسين مع الحريف : في مكتب مغلق أم في الفضاءات العامة أم في الأماكن الطبيعية خلال جلسات العلاج أو المحادثة ؟
ج: هذا يعتمد على طبيعة الجلسة و ما يناسب الحريف , تكون الجلسات في المكتب إذا كان يتيح للحريف الشعور بالأمان و الخصوصية و في كثير من الأحيان الأخرى قد نختار أماكن طبيعية لأنني أؤمن أن الطبيعة تساعد على الاسترخاء و التفكير بعمق
س : هل ترين أن المجتمع التونسي و العربي يحتاج كثيرا إلى هذا النوع من التدخل و العلاج ؟
ج : نعم المجتمع العربي يحتاج هذا النوع من التدخل و هناك عدة أسباب تجعل هذا ضروري من بينها , التغيرات السريعة في المجتمعات العربية فهي تشهد تحولات كبيرة جدا من حيث التكنولوجيا , العلاقات الاجتماعية , و تغير القيم و هذه التغيرات تخلق ضغوطا نفسية و تحديات للأفراد الذين يحتاجون الى تطوير مهاراتهم الشخصية و الاجتماعية للتأقلم بنجاح مع هذه المستجدات
س :هل روح و أسلوب و شكل الكوتش يلعبون دورا في مزيد تحقيق نتائج مع الحريف ؟
ج: بالتأكيد الشخصية و الأسلوب يساهمان بشكل كبير في نجاح العملية عندما يكون الكوتش صادقا و إيجابي و لديه أسلوب ملهم ينعكس ذلك على الحريف و يجعله يشعر بالثقة و الدعم
س: أنجزت عديد الألعاب من بينها ” أعرفني أكثر ” و ” أبحر في أعماقك ” لماذا و فيما تتمثل ؟
ج: لي مجموعة من الألعاب تحمل اسم سلسلة “جوريما ” من بينها لعبة فكرية ” أعرفني أكثر “هي لعبة توافق نفسي وهي أداة تساعد الأفراد على اكتشاف ذواتهم بشكل عميق من خلال أسئلة و تحفيزات , اكتشاف الطرف المقابل , الهدف من اللعبة هو خلق وعي أعمق بالشخصية و الاحتياجات الحقيقية و المساعدة على بناء تواصل بناء بين الافراد و معرفة الناس لبعضهم البعض بعمق و خاصة الذين سيتزوجون في المستقبل اللعبة تجعلهم يعرفون بعضهم أكثر و يعرفون نقاط الالتقاء و نقاط الاختلاف فيشتغلون عليها لبناء علاقة سليمة قبل الزواج و بعده و بذلك يمكن تفادي الطلاق
بالنسبة للعبة “أبحر في أعماقك ” تتكون من ستين سؤالا تتناول المعتقدات و المبادئ و المخاوف و الاحتياجات و العلاقات و الحب و المهارات و المال و النجاح و كثيرا من الأسئلة لآكتشاف الذات وهي تساعد الانسان على النجاح بعد معرفة ذاته
س:هل ترين أن المجتمعات العربية فيها الكثير من المظاهر السلبية التي يجب علاجها بالتنمية البشرية ؟
ج:نعم هناك العديد من القضايا مثل ضعف الثقة بالنفس ,الاعتماد على الآخرين ,اللوم الكثير و الخوف من التغيير و المخاوف بصفة عامة , فهم النفس , تطوير الذات , يمكن أن يساهم في تقديم حلول لهذه المشاكل من خلال تعزيز الوعي و تحفيز التغيير الإيجابي
س:هل ترين أن هذا الأسلوب قادر على النهوض بالإنسان العربي ؟
ج: إن كان هناك التزام حقيقي بالتغيير و استمرارية و انضباط أرى أن التنمية البشرية يمكن أن تكون أداة قوية للنهوض بالإنسان العربي و هناك أمثلة كثيرة في هذه المجتمعات تحتاج إلى توجيه و تشجيع
س :تتحدثين كثيرا عن الأمل و كثيرا من المبادئ المستمدة من الحضارة العربية و الإسلامية , هل هي قناعات شخصية أم ماذا ؟
ج: نعم هذه قناعاتي , أرى أن الحضارة العربية الإسلامية تحمل قيما عظيمة تعزز من التنمية الذاتية مثل الصبر , الأمل و الايمان بأن الانسان هو صنع الخالق , أنا أدمج هذه القيم في عملي لأنها جزء من هويتي و ثقافتي
س : تقولين أن الانسان صانع نفسه كيف ذلك ؟
ج: هو صانع نفسه لأنه المسؤول عن قراراته و تصرفاته و حياته انعكاس لما هو في داخله , نحن نملك القدرة على الاختيار بين الاستسلام للظروف أو العمل على تحسين أنفسنا و حياتنا , التغيير يبدأ من الداخل من خلال القناعة الشخصية بأننا نستطيع و نقدر أن نكون أفضل و القناعة الإيجابية لا تتغير الا بالبدء بأشياء ملموسة , بإنجاز خطوات ولو صغيرة ملموسة على أرض الواقع
س: كلمة الختام للجمهور
ج : الحياة مليئة بالفرص و الجوانب الجميلة و كل يوم هو بداية جديدة , لا تخافوا من التغيير مهما كان , لا تخافوا من خوض تجارب جديدة أو مواجهة أنفسكم لأن النمو يحدث عندما نبدأ برؤية قوتنا الداخلية و نؤمن بأننا نستحق حياة أفضل و أكثر سعادة …
حوار : مليكة الجباري
الملتقى الدولي الأول لفنون الشعوب درة المهرجان الدولي بباجة
تفاعل محترم بين الجمهور و مختلف العروض في تونس أسدل الستار على مهرجان باجة الدولي في دورته…