أهمية تنمية الموارد البشرية واستثمارها في الواقع المستقبلي/بقلم:أ. سعاد الزيد
لنركز النظر على الموارد البشرية التي تقود حركة التغيير وتلعب دوراً هاماً في تغيير منظومة عمل المنظمات من خلال إحداث تنمية مستديمة … فان نجاح المؤسسات يعتمد على إيجاد أفضل العناصر البشرية لتحقق الأهداف الإستراتيجية المستهدفة ..
وتعد الموارد البشرية الركيزة الأساسية في مؤسسات القطاع الحكومي او الخاص أحد دعائم التنمية الاقتصادية والاستثمارية الفاعلة .. ونجد ان أسس تحريك عجلات النمو تتمثل بالفرد فهو أساس أي نشاط إنتاجي أو اقتصادي .. فالعنصر البشري يجب ان يمتلك القدرة علي التكيف مع عمليات التغيير والتأهيل والتدريب وان يعمل في المجالات المهنية والوظيفية المختلفة ضمن تخصصه وقدراته في منشآت الأعمال مهما كان نوعها.
وتنبع أهمية الموارد البشرية في الإدارة من كونها من أهم عناصر العملية الإنتاجية فيها ولا بد من توفر الكفاءات الجيدة القادرة على الأداء والعطاء المتميز ، وعلى هذا الأساس فان وظيفة الموارد البشرية تهدف إلى تحسين درجة الملاءمة بين الأفراد والوظائف. ولها تأثير كبيرا على جودة الأداء، ودرجة الرضا الوظيفي، وكافة المتغيرات الأخرى ذات العلاقة بإدارة الموارد البشرية.
على هذا الأساس فإن من أهم الوظائف التي تركز عليها إدارة الموارد البشرية في المنظمات ومؤسسات الدولة المختلفة بعد اختيار وتدريب العاملين بها وظيفة تقييم الأداء ، حيث يعتبر هذا التقييم من السياسات الإدارية الهامة والمعقدة ، لكون أداء الأفراد العاملين في المؤسسات يتصف بعدم الثبات وسرعة التكييف مع البيئة المحيطة فإنه يتعين على إدارة أي مؤسسة الاهتمام بمتابعة هذا الأداء بصفة مستمرة ومحاولة التحكم فيه من خلال التقييم المستمر لهذا الأداء حتى يتم التعرف على أوجه القوة فيه ومن ثم تطويرها وتنميتها وأوجه القصور فيها ومن ثم تصحيحها في الوقت المناسب .
ولقد أصبح تقييم أداء الأفراد الشغل الشاغل في المنظمات الناجحة وخاصة الكبيرة منها عنصرا أساسيا في ترشيد استخدام الموارد البشرية بما يوفره من بيانات عن أداء الأفراد، هذه البيانات التي تمثل أساسا لاتخاذ الكثير من القرارات الإدارية الملائمة مثل الإبقاء على العمال الأكفاء ومساعدة الأفراد متوسطي الكفاءة على التقدم والرقي … كما تساعد نتائج التقييم في التعرف على من يستحق المكافأة نتيجة لمجهوداته المبذولة في العمل.
ومن الوظائف الرئيسية لإدارة الموارد البشرية ايضا هو وضع الإستراتيجيات والخطط ويراعى هنا بان تكون هذه الخطط مستمدة ومتماشية مع الإستراتيجية العامة للمؤسسة ومتماشية مع الرؤية والرسالة والأهداف ، بحيث يتضمن عمل وتطوير أنظمة إدارة الموارد البشرية و استثمار التقدم التكنولوجي في تحسين طرق أداء العمل وجودته ، و اختصار الوقت المستغرق للإنجاز و تقليل كلفة العمل و ورفع جودة الأداء.
لذا أصبحت المنظمات تتفاعل مع هذه التغيرات المتسارعة وتعمل على تقييم أوضاعها وأداء كوادرها وسد أي خلل أو نقص في مهارات العاملين بها ، ويكون ذلك عن طريق الأخذ بعملية التدريب كوسيلة وليست غاية بحد ذاتها ومن هنا تنبع أهمية التدريب الذي يمثل الاستثمار طويل الأجل على مستوى الموارد البشرية في المنظمة والتدريب الإداري فيها.
فالجامعات والمؤسسات التعليمية تلعب دورا رئيسا في صناعة العقول وبناء الفكر الإنساني ، وبالتالي فإنها تحتاج لمواكبة هذا التقدم أن تعمل على تهيئة الجو الملائم للعاملين بها وتحرص على رفع مستواهم المعرفي ، وقدراتهم الأدائية والمهارية ، للوصول إلى أعلى مستويات الكفاءة ،الأمر الذي يعتمد بالدرجة الأساسية على تحديد وبناء الفلسفة والقيم الجوهرية والسياسات التي تضمن تحقيق ذلك .
حوار مع مدربة الحياة التونسيّة أ. ريم الخميري
الكوتش التونسية ريم خميري : الأمل أكسيجين الحياة معرفة الذات طريق للسعادة الحقيقية الإنسان…