الأسطورة صباح في أهم وأخطر حواراتها/حاورها: جهاد أيوب
” لهذه الأسباب تزوجت وطلقت رشدي أباظة ولقب سيدة السيدات يناسبني”
الأسطورة صباح لـ “جهاد أيوب”: هذا ما أقوله عن الملك فيصل والرئيس جمال وبشار الأسد
- لست مقتنعة كثيراً بما يحدث في الشارع العربي والله يكون بعون بلادنا وشعوبنا
- أنا فرضت احترامي وحبي على الرئيس جمال و”من سحر عيونك” كانت له ونجيب محفوظ منعها وغنيتها
- السادات كان محارباً بعقله وجيهان أهم سيدة و الملك فيصل كريماً ومهذباً والملك حسين ذكياً والشيخ مبارك مذواقاً والأسد ثاقباً
- لقب سيدة السيدات أحبه ويناسبني وأخبروني أنني مرشحة لجائزة المرأة العربية وطنشوني
- انبسطت في حياتي ولم اكن شرشوحة في غراماتي وتزوجت من رغبت بمعاشرته وعلمت الحزن الفرح
- أنا عرفت كيف اداوي الصحافة والصحافيين وكنت شغوفة بهم وهم كذلك
- لا يوجد في العالم العربي من يضاهي الملحن المصري
- قصتي فيها الكثير من الإثارة والدراما ما يكفي دول ولا أجد من يقدر على تجسيد حياتي
- أنا رقماً صعباً بالحياة وبالفن وبالقصص وسيرتي تحتاج سنة عرضاً
- تزوجت رشدي أباظة نكاية بكل النساء وأنا من طلب الطلاق منه وهذا ما أغضبه
- !!كل من يرغب بالشهرة يهاجم صباح وأنا بهذا العمر يغارون مني.. والله كبرت حلوا عني
حاورها > جهاد أيوب
في جلستنا هذه، وبجناحها في فندق “برازيليا سويت”، وبعد وعكتها الصحية الخطيرة الأخيرة كانت ثاقبة الذهن، حاضرة الفكرة، ناعمة النطق، سريعة البديهة، وملكة النكتة وخفيفة الدم، ومتوهجة الفكرة والسؤال والجواب، وأمينة على صور أصدقاء وزملاء ومراحل رحلت ولا تزال في الذاكرة، ترد بثقة دون إحراج لها ولتجربتها ولسيرة من تعرفهم وجالسوها وجالستهم، أو أخذوا من سحر فنونها والإنسان فيها و تعلمت منهم ما يخدم مسيرتها…لم تكن لدينا النية لإجراء هذا الحوار، بل كانت الغاية من الزيارة عائلية ومحبة، إلا أنّ بوح الأسطورة وسعادتها ونكاتها وإصرارها على إعطاء الرأي فتح شهيتنا على تسجيل الحوار، والخوض بأمور كثيرة، منها ما هو يصلح للنشر، ومنها ما لا نستطيع نشره حالياً، وسيكون له فسحة من النشر الذهبي في مراحل مقبلة، فما تقوله الأسطورة صباح اليوم هو علامة مهمة في مسيرتها، ومن كتاب التجربة بكل فصولها…تحدثت، وحاورت، ووضعت النقاط على الحروف بحضور كلودا عقل وجوزيف غريب، والممرضة هند فكان هذا اللقاء الناعم والمباشر:
بادرتنا الأسطورة صباح بالقول: “في أخر حوار معك حينما كنت في المستشفى اعتقد الناس أنني أموت، وتناسوا أن الأعمار بيد خالقها، أنا تحدثت عن الموت كمرحلة جديدة للإنسان وليس تمنياً، علماً أنا لا أخافه لأنني مؤمنة، الموت بالنسبة لي مرحلة جديدة..اليوم يجب أن يكون حوارنا غير شكل، وفيه حياة وحركة، وشياكة…بتعرف ما كثير سعيدة ببعض المسلسلات والأغاني الجديدة، كلها سلق وسريعة بالتنفيذ وبتشبه بعضها، الفن يحتاج إلى صبر وبال طويل، وروية وتجديد واختلاف وشي جديد”.
- هل تابعت ما يحدث في الشارع العربي من تظاهرات وتغيرات؟
– أكيد تابعت، بصراحة مش كثير مقتنعة بما يحدث..الله يحمي الشعوب العربية وبلادنا..كل شي تغير عن السابق، حتى الطبيعة تغيرت..
- وهل علمت بالأسفاف الذي تناولك به مسلسل “كاريوكا”؟
– ليش عملوا هيك مع انني محبوبة في مصر وأنا مصرية حتى النخاع؟..يا عيب الشوم من هيك كذب وتلفيقات، يكفي ما قالته الممثلة الغالية ابنة أخت تحية رجاء الجداوي مع طوني خليفة ” في للنشر”بأن كل ما ورد في المسلسل ليس صحيحاً، ما بعرف لماذا يصرون على الفبركات في قصصنا، مش كل شخص لديه قصة، بل يوجد الكثير من المشاهير مجرد أرقام صغيرة، وحياتهم أقل من عادية، وجب الأمانة في التسجيل والنقل وليس اختراع القصص والخبريات للإثارة، أنا قصة حياتي تحتاج إلى سنوات من العرض وليس 30 حلقة، وفيها من القصص والإثارة والدراما ما يكفي دول، بأختصار ما في أحد بيقدر يجسد حياتي أو يكتب قصتي، يحتاجون إلى جهود ومحبة وجدية، أنا وقصتي مش لعبة أو مجرد رقم، بل مسيرة صعبه وحلوة، قصتي بتشبه الحياة بكل ما فيها، أنا الرقم الصعب بالحياة وبالفن وبالقصص…
- واضح من وقت إلى أخر يتناولونك بطريقة غريبة؟
– ليك رح قلك من الأخر:” كل من يريد أن يشتهر يتحدث عن صباح، يهاجمني أو يضع قصته في قصصي، حتى وأنا في هذا العمر يغارون مني، أقسم أنني لم أخذ أي شيئ من طريقهم، الله هو من يرزق، ويشرح القلوب كي ننجح، لا أعرف لماذا هذا الجهل في الأرزاق، بيطلعوا “وبيدحشوا” حالهم بصباح، كل يوم بقولوا صباح ماتت كأنني أعيش على حسابهم وأكل من صحونهم، دخلك ليش بعدني معقدتهم وأنا بهذا العمر، يا عمي والله كبرت خففوا وحلوا عني؟!
لازم يعرفوا أنا ما عملت شي، ألله هو من وفقني وساندني، كان يرسل لي الشعر الجميل واللحن الأجمل، والذوق الرفيع، أنا بعرف قيمة الله وكنت أعرف أختار، بس غيري يدعي الإيمان وهم يحسدون الغير، بعمري ما حسدت أحد، لذلك أنا عشت وشفت وتزوجت ونجحت وكنت غيرهم كلهم وما بشبه أحد…
- و لماذا الغيرة منك بهذا الشكل ؟
– ربما لأنني كنت صباح، وما خذلت صباح، وحبيت صباح، وسهرت الليل كي تكون صباح مختلفة وناجحة وأنيقة وكريمة ومعطاء، عشت حياتي منسجمة مع نفسي ومع صباح، وهذا هو سري، نجحت واختلفت عن الجميع فتعقدوا، حتى بعض الرجال من الفنانين غاروا مني.. طنش تعش، وعليك معرفة من هم من حولك وطنشهم حتى تأخذ حذرك منهم.
غرام الزوج
- ماذا عن غرام زوج تحية كاريوكا بك؟
– بالنسبة لموضوع تحية كاريوكا، هي كانت صديقة وطيبة القلب، ولكن لسانها أسرع من فكرها، ومعي لم تخطئ أبداً، ولم نتعارك من أجل الشهرة وما شابه، لها عالمها ولي عالمي، لها اسلوبها ولي خططي في الحياة والفن، على كبر هاجمتني بالكلام فرديت عليها بما يليق وبأحترام.. أنا مع كل الزملاء وضعت شعرة محددة لا يجرؤ على تخطيها أحد، عندي دوز محدد بعلاقاتي مع الجميع.. قيل عني الكثير، وكنت أسير مع الشمس وليس تحت الأرض، ولكن اسراري وخصوصياتي رغم كل وضوحي كانت ملكي وحدي، لا أملك أسراراً فضائحية في حياتي، كل أموري منشورة علناً ومكشوفة والكل يعرفها، وما عملت أي شيء حتى أندم عليه..وموضوع خيانة زوجها معي فهذه فبركات وقحة وخيالية ربما من خيال المؤلف أو لم يفهم ماذا تقصد هي بغيرتها عليه، نعم كان زوجها الدكتور محترماً جداَ، ويحبها رغم قساوتها معه، كان صديقاً مهذباً يخبرني عذاباته معها، وكان يزورني في الفندق ليبوح بمكنوناته حولها ولم يكن يوماً مغرماً بي أو حبيباً، ومن المستحيل أن أقع بحبه أنذاك، ولم أتعود على عشق أزواج صديقاتي، وحينما تزوجت من رشدي أباظة كان قد أخبرني أنه طلق سامية، وسأقول لك هذه الحقيقة لم أبوح بها من قبل: “أنا تزوجت رشدي نكاية بكل النساء، هو كان هدفهن، و فريستهن، ومحورهن ومعشوقهن، دخلت على الخط وفزت به، يعني أنا هنا، وتركته لأنه ذات مشوار في السيارة من الروشة إلى الحازمية قال بأنه أهم نجم على الأرض، فرديت عليه بأنني أنا كذلك وليس أنت فقط، وطلبت منه أن ينزلني من السيارة، وعدت إلى البيت بالتاكسي، ومنذ ذلك الوقت قررت الإنفصال عنه، وفي اليوم الثاني “هراني” ورود وإعتذارات.. كان رشدي حينما يلتقي بمعجبينه يصبح إنساناً مختلفاً وينسى أنه على الأرض، وما أزعجه وأزعج غيره هو أنني أنا من طلب الطلاق وليس هو، لذلك ظل أميناً على حبي حتى لحظة وفاته، كان يصرخ بوجه زوجته سامية جمال حينما تتحدث عني، ويطلب منها عدم الحديث عن الملكة صباح لأنها قيمة وأخلاق”!!
- ما اللقب الذي أعجبك رغم كثرتها؟
– حينما زرت الكويت وأنت كنت هناك في العام 2004، وقمنا بجولات إنسانية وقف أحد الضباط أمام الجميع وقال: ” أنت سيدة السيدات..متواضعة رغم شهرتك الواسعة” أعجبني اللقب، ويناسبني، ليتني وضعته كعنوان لفيلم أو أغنية أو مسرحية لي، بس العمر سبقنا ونسيته، الأن خطر في بالي، نعم أنا سيدة السيدات في تعبي وصبري وتطنيشي وعطائي..ذات يوم أخبروني بأنني مرشحة لأحصل على جائزة ولقب المرأة العربية، ما بعرف ليش ما عادوا وأتصلوا، يمكن انشغال السيدة بهية الحريري بالسياسة جعلها تنساني، الله يحميها وبيكفيني لقب سيدة السيدات.
- كيف تختصرين مشوارك بالفن وبالحياة اليوم؟
– ( قبل الرد قالت لي بعد أن شاهدتني أشرب الماء: “صحتين، خي شربت ماء مثلجة، بدي تعملك هند سندويشة زبدة ومربة المشمش، بتعقد لازم تاكلها”)..أنا كثير انبسطت بحياتي، لم أكذب على حالي، وقبضت حالي بجد، ولم أكن شرشوحة في حبي وصداقاتي وغرامياتي، أنا صنعت حالي وفرحي وخليت الحزن يخاف مني، حبيت العالم وشفت كل العالم، ما حرمت نفسي من شي، والرجل الذي قررت أن اعاشره تزوجته بالحلال، ما كنت مهوسة بالرجال وبالجنس وبالمال، بل كنت أعرف كيف أغرف حاجتي من الحياة ومن الأيام، وما يزيد عني أعتبر أن الله يريد أن أعطيه لغيري، كنت كريمة ومدام بنك، وكنت مستورة، وساترة من حولي، الإيمان جعلني أتغلب على كل المصائب..يا ويلي شو شفت من مؤامرات ونجاحات!!
رجالات السياسة
- ماذا عن رجال السياسة في ذاكرتك؟
– الرئيس جمال عبد الناصر لم يكن يحبني في بداياته، من يغارون مني أوشوا بي عنده فصدقهم، لكنني بذكائي وجديتي جعلته يحترم فني ويحبني، نعم أنا جعلت جمال يحبني، وأغنية ” من سحر عيونك ياه” كانت موجهة له، ومن أجل عيون جمال، محمد عبد الوهاب وهو من لحنها، قال: ” لا يوجد مطربة عربية تستطيع أن تتدلع بكلمة (ياه) أنذاك إلا صباح، هذه تحتاج إلى جرأة ومغامرة”، ويومها كان مسؤولاً على الرقابة نجيب محفوظ فمنعها من الإذاعة والتلفزيون، وطلب مني عدم غنائها على المسرح، لكنني غنيتها في حضور الرئيس جمال، وأخبرته بأنها ممنوعة أمام الجميع وعبر بث مباشر للإذاعة والتلفزيون، فأمرني بإعادة غنائها مرة ثانية، وأمرهم ببثها يومياً، أصلاً في اليوم الثاني كان كل الشارع المصري يردد (ياه) ..الفن يحتاج إلى ذكاء وخطط ناعمة تعرف متى تفجرها.
يا لطيف شو بحب الرئيس أنور السادات، أحب فني كثيراً، كان يطلب مني تنفيذ أفكاره الإجتماعية عبر أغنياتي، طلب مني أغنية ” الجلبية”، وكل حفلاته العائلية كنت أغني فيها، كان يحب الفلكلور اللبناني بشكل غريب، والدبكة مهمة لديه، ويعشقها، كان رئيساً قوياً ومحارباً بعقله، والسيدة جيهان السادات هي أهم سيدة رأيتها في حياتي في العالم، كانت متعصبة لي، ولا تسمح بأي كلمة ضدي، والملك حسين كان وفياً معي وذكياً وشعبياً بسياسة، وأنا اسميت ابنه الأمير علي من زوجته الملكة عالية، لهما عندي معزة خاصة، وكذلك الشيخ عبدالله المبارك، شيخ الكرم والذوقن اصلا اهل الكويت لهم مساحة كبيرة في قلبي، ما خلوني أحتاج لأحد، ولي قصة حب كبيرة في الكويت.
الملك فيصل كان ذكياً وكريماً ومهذباً، وأحبني أنا وعبد الحليم حافظ، ذات يوم طلبت منه سيارة هدية للفنان عبد السلام النابلسي ونفذ طلبي، والرئيس كميل شمعون كان ملكاً حقيقياً، وحينما أطلب منه أي طلب كان هو ينفذه مباشرة ويزورني كي يعلمني النتيجة، كان هو وزوجته يريدان لبنان منارة الشرق، والرئيس حافظ الأسد لم يكن عادياً بل قائداً، وكان يعرف كل شاردة وواردة في الفن والثقافة، ونظراته ثاقبة، والرئيس بشار طيباً ولماحاً وساعدني في موضوع هويدا..وصائب سلام كان رائعاً، وعثمان الدنا، والرئيس سركيس صديق طفولتي، لعبنا الإكس معاً..
- ما هي أجمل مراحل حياتك؟
– أيام مهرجانات بعلبك، كانت أسطورية وكل الملوك حضروها، وغنائي على أهم مسارح العالم، غردت فيها وطرت عالياً ولم أصاب بالغرور، أنا أكثر مطربة غنت في العالم، ما كنت فاضية إلا للغناء، ما عندي وقت أضيعه على الثرثرات، فني بالمقدمة وصباح أولاً، ذهبت إلى كل بلاد العالم باستثناء الاتحاد السوفيتي، غنيت وأبدعت.. بتعرف أنا نجحت بالغناء الخفيف والثقيل والطرب الصعب، وأنا أول من جعل الغناء الشعبي طرباً شعبياً، وأنا أول مطربة عربية غنت أغنياتها في إيران وتركيا، وأول مطربة عربية تغني في أولومبياد وتاج محل ومسارح كبيرة في الغرب، ما بعرف ليش ما بركزوا على هذه الأمور، وبيحكوا فقط عن زيجاتي وملابسي؟!
- أفضل المسارح التي غردت عليها؟
– الأندلس في الكويت، وكازينو لبنان، والتياتر الكبير في مصر، وتاج محل في لندن، وأولوبياد في باريس، وسال يلايل في فرنسا، وبالي دي سبور في فرنسا بحضور أكثر من 10 ألاف شخص، يومها هجموا المعجبين الأجانبي عليَّ ولم استطع الغناء لأن وقت الحجز أنتهى مع المعجبين الذين تدفقوا للسلام والتقاط الصور، وكارنيغول في نيويورك، والبرت هول في لندن، ومسرح ” بوزار” الأهم في بروكسل…والله نسيت ما عدت أتذكر، بدك تعطيني وقت..
- أجمل البلدان بالنسبة لمشوارك؟
– لاس فيغاس في أميركا، وبرمانا، ومصر والكويت وسورية..شعوبها رائعة، وهذه الدول عملت على أن تتطورها ونجحت، ولكن التأمر على شعوبها، وصراع الغرب والشرق ووجود إسرائيل أضرها.. بحب الشعب السوري كثيرا والله يكون بعونهم، ويا ريتهم تعلموا من لبنان وحافظوا على بلدهم، وأهل مصر غاليين جداً جداً أصلاً أنا مصرية، والشعب الكويتي بحبني وبحبه..
- أفضل من لحن لك؟
– فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب وعاصي وبليغ حمدي أفضل من تفهم صوتي، وفيلمون وهبي ” هذا مجنون عبقرية”، بليغ كان يحب السهر في بيتي، ويرفض أن يقال أي كلمة عني، كان وفياً لي وحبني بأحترام، وبصراحة كل من يلحن اليوم من مدرسته، وعاصي مات وظل يحبني، كان عبقرياً، واكبر ملحن وشاعر في العالم، ومع رحيله فقد منصور عينه، الأخوين رحباني يشرفون لبنان..ومن الجيل الثاني ايلي شويري، وسيد مكاوي دمه خفيف وحنون، ويحب الحياة، كان يحافظ على أن يقول أجمل الكلام لي، قبل أن يموت فكر في حفلة مشتركة بيننا في لبنان ومصر، وعصام رجي، والياس الرحباني، وحلمي بكر، حلمي من الأوفياء والمخلصين وإنساناً كبيراً، له مساحة في قلبي…بصراحة وما بدي حدا يزعل بس رح قول أنه لا يوجد في الوطن العربي من يضاهي الملحن المصري، لأنهم في مصر ياخذون أمور الفن بجدية ومسؤولية..
- أهم الأصدقاء في حياتك؟
– كثر، أذكر فريد الأطرش، وعبد السلام النابلسي، وعبد الحليم، واسماعيل يس، محمد فوزي، ومحمد عبد الوهاب، ومديحة يسري، ومريم فخر الدين في صباها، كانت مهذبة وناعمة وطيبة، ولكن في كبرها أصبحت عكس ذلك، احب أن اسألها لماذا أصبح لسانها قاسياً وفيه الكثير من الشتائم؟!
- أفضل الصحافيين بالنسبة لك؟
– كثر والله هم كثر، أنا عرفت كيف اداوي الصحافة، وكنت شغوفة بهم كما هم شغوفين بي، من يكرهني منهم جعلته بذكاء يحبني، ومن احتاج لمساعدة ساعدته دون أن يكتب عني حرفاً، ولم أطلب ذلك، هو وضميره، ما بحب أحكي عن هذه الأمور، بس كان محمد بديع سربيه أهم الأقلام، وجورج ابراهيم الخوري مع بعض الملاحظات في أواخر أيامه لكنني أحبه وأحترمه، والياس حداد وجهاد أيوب..أنا بحب نضال الأحمدية لأنها إمرأة في غابة الذئاب، تفوقت ونجحت، ست قوية، وعقلها اعلامي، كانت ستجري حواراً مع هويدا بس هويدا سافرت، هويدا كانت في أخر مشوار ملكة، يا تقبرني شو بحبها وبخاف عليها..
- أفضل أصدقاء اليوم؟
– جوزيف غريب، وبنت أختي كلودا عقل بتجنن وناعمة ومهذبه.
- أفضل أغنياتك، وأفضل أفلامك، ومسرحياتك؟
– “ساعات ساعات”، و”يانا يانا”، و”تسلم يا عسكر لبنان”، و”يا لبنان دخل ترابك”..، وأفضل أفلامي “ليلة بكى فيها القمر”، وأفضل مسرحياتي ” ست الكل” تحدثت عن أحداث لبنان قبل وقوعها، و”موسم العز” و”القلعة” و” دواليب الهوى”.
- أفضل من مصفف شعرك، ومصمم أزياء، وافضل فساتينك؟
– ما بدها تنين نعيم عبود، كان مخترعاً للشعر وليس مصمماً، كان فيلسوفاً في التسريحات، ومن بعده جان عواد الله يشفيه.. وأفضل مصمم أزياء جوزيف هارون ووليم خوري، وأجمل فستان كان على شكل سمكة، ولونه أبيض وأسود، ارتديته في فيلم فريد الأطرش “الزاي أنساك” وأنا أغني ” أحبك ياني”، يا الله الأفلة في هذه الأغنية شو رائعة..
- أفضل ممثل وأفضل ممثلة؟
– رشدي أباظة وحسين فهمي، وفاتن حمامة.
- أفضل مطربة ومطرب؟
– سعاد محمد من أهم وأخطر وأعذب الأصوات، كنت أسهر حتى الصباح في لندن كي أسمعها، وأكيد أم كلثوم لن تعوض، ووردة .. يا حرام حتى الأن زعلانه على رحيلها، تركتنا باكراً، كانت تعشق صباح وأنا بموت فيها، وكذلك نهاد فتوح صوت غاية بالروعة والوضوح.
ومن الذكور وديع الصافي دائماً، وعبد الحليم حافظ سابقاً، واليوم وائل كفوري، وائل خطير وبعد الزواج أصبح يؤدي أفضل، وعربه واضحة أكثر ورومانسية، وأحب أن أشاهد وأسمع عمرو دياب على المسرح، واختياراته مهمة، وجورج وسوف ظاهرة وجب الوقوف عندها، ذات يوم أمام الجميع قال جورج : ” صباح أهم مطربة لأنها غنت كل أنواع الغناء وتفوقت” ابن أصل بيعرف قيمة الغناء، وطوني حنا كان ظاهرة ولكنه لم يكمل كما بدأ.
- ومطربة تعتبرينها ظاهرة؟
– فلة، لو كانت فلة في الغرب لكسرت الدنيا، لازم ترجع تغني وبكثافة، فلة مهمة وتعزف على أكثر من قطعة موسيقية، لها صوت قوي، وحضور مسرحي مهم، وبتعرف تلبس وتضحك.
- أفضل مخرج تلفزيوني؟
– عصام حموي مهم جداً، وسيمون أسمر في المنوعات، وحسيب يوسف من الأردن.
- أفضل شاعر غنائي؟
– توفيق بركات، له فضل على الأغنية العربية، ومن مصر كثر بس تخونني الذاكرة، والله نسيت!!
- بعتذر عذبتك، وخليتك تعودين إلى الذاكرة القديمة..
– الإنسان بيتذكر كل وقت بوقته، أنا ما في بذاكرتي غير النجاح والأناقة، الإنسان حالات حزن وفرح، ولكن الإيمان جعلني أتغلب على كل المصائب، بدك تعود حالك على كل شي، يعني في أسماء وأمور ومواقف وأشخاص نسيتها الأن، لكنني لم أعصب أو اتضايق، لأنني أعيش عمراً معيناً وأشكر الله على كل شيء…
- أطيب أكلة عند صباح؟
– “المجدرة”، و”الملوخية”، و”الحمام المحشي” على الطريقة المصرية والمقلي، ومعكرونة من يد هند ” ممرضتها الخاصة”، معكرونتها مش أي معكرونة، هند الوحيدة يلي فهمتني…
- هل من ملاحظات أخيرة؟
– قبل كل شي بدي ابعت تحية لقائد الجيش اللبناني العماد قهوجي، وللجيش اللبناني لأنه يسهر على أمننا، بحب غني شي أغنية للجيش، يا ريت بقدر، وبدي تسمعوا أغنيتي الأخيرة، وتتعلموا منها” قد ما فيك انبسط بعمرك” للشاعر الصديق ميشال جحا.. وأرغب بشكر السيدة جورجيت النابلسي، والممثلة النقيبة سميرة بارودي، والقديرة هيام يونس لأنهن دائما يسألن عني.
- كيف تنهين حوارنا هذا؟
– بدي قولها بكل صفاء ذهني، وما تعتبروها غروراً، ما بيجي بعد متلي، ما بيجي متل صباح لا بالفن ولا بالعطاء، وإذا عندكم جرأة قولوها وأكتبوا ذلك بضميركم، أنا بهذا العمر لا زلت متفائلة وأحب الحياة ولا أجرح من أساء لي ولا يزال…
تم إجراء الحوار في فندق برازيليا سويت بالحازمية في تمام الساعة الخامسة عصرا حتى التاسعة مساء، في تاريخ يوم الأربعاء 11||9||2012
شكرا للاعلامي الصديق جهاد أيوب الذي اهدى هذا الحوار لمجلة اوتار
حوار مع مدربة الحياة التونسيّة أ. ريم الخميري
الكوتش التونسية ريم خميري : الأمل أكسيجين الحياة معرفة الذات طريق للسعادة الحقيقية الإنسان…