‫الرئيسية‬ عازفو اوتار فن النحت وختم الأصالة في الثقافة المصرية قديما /بقلم :مها صالح

فن النحت وختم الأصالة في الثقافة المصرية قديما /بقلم :مها صالح

في البداية يجب أن نستهل حديثنا بحقيقة واقعية ودون تعصب أو انحياز للحضارة المصرية بشكل خاص ولكن لابد وأن نعلم بأن: مصر هي رائدة البشرية في الفن بشكل عام وفي فن النحت والعمارة بشكل خاص فمن المؤكد أيضا أن إشراقة شمس الحضارة الانسانية قد بدأت من هنا في مصر…
وعلى الرغم من أن النهضة في أوروبا قد بدأت مبكراً في القرن الخامس عشر كما تُجمع بعض الآراء حول ذلك..إلاّ أنها بالفعل قد تأخرت ثلاثة قرون في مصر وكان ذلك نتيجة لخضوعها تحت ولاية الحكم العثماني في ذلك الوقت والذي أثّر عليها سلباً وبشكل مبالغ فيه.. فللأسف الشديد قد نهبت معظم ثرواتها وقد تم أيضا ترحيل العديد من الفنانين والصنّاع المهرة والمبدعين من مصر إلى الأستانة حتى تمحوها من العبقريات الفنية تماماّ,ويسود فيها التخلّف والجهل والاستسلام للأمر الواقع بالإضافة إلى أنه قد ساد المناخ الفاسد وتفشى الفكر المتخلف وترسّخت في المجتمع المصري الكثير من القيم السلبية والعادات السيئة والأفكار الدينية الخاطئة والمتطرفة ,وفي نفس الوقت كان الغرب يتقدم في أفكاره وثقافاته وسياساته بالإضافة إلى ازدياد النهضة الفنية وإنشاء المتاحف وقاعات العرض..ولكن يرى البعض من النقّاد والمفكّرين أن نهضة مصر قد بدأت مع قدوم الحملة الفرنسية عام 1789 م
فقد قام الفنانون الفرنسيون بتسجيل مفردات الحياة المصرية وعاداتها الشعبية الجميلة وآثارها واحتفالاتها الرسمية والشعبية وقد امتد الاهتمام أيضا إلى تصوير لوحات شخصيات لمشايخ هذا العصر مثل: عبدالله الشرقاوي,السادات,والبكري وغيرهم
وقد ذكر الجبرتي هذه الوقائع بقوله”وأفردوا لجماعة منهم بيت إبراهيم كتخدا السناري,وهم المصورون لكل شيء ومنهم “أريجو” وهو يصور الأدميين تصويراً يظن من يراه أنه بارز في الفراغ لجسم يكاد ينطق,حتى أنه صور المشايخ كل واحد على حدة في دائرة,وكذلك غيرهم من الأعيان وعلقوا ذلك في بعض مجالس صارى عسكر…”
والمهم في ذلك أن الفرنسيين كان لهم الفضل الكبير في إعادة الإيجابية والتنوير للشعب المصري مع التتابع لكل الحكام الذين توالت ولايتهم لمصر مثل “محمد علي” والذي اهتم كثيرا بالرقي لمصر …إلخ إلخ…إلى مرّ العصور المتتالية..
وقد أشار بعض العلامة البارزين في موضوعاتهم وموسوعاتهم عن مصر وعلاقتها بالفن بشكل عام ومنهم:
العلامة الكبير “سليم حسن” في موسوعته الخالدة..”مصر القديمة”.., والرأي المشابه له أيضا..” د.نعمت إسماعيل علاّم” في مقدمة كتابها عن “فنون الشرق الأوسط والعالم القديم”
وقد أشاروا في كتاباتهم إلى أن مصر هي المنبع الأول للفنون وهي الشعلة التي أنارت بها إبداعات بلاد الشرق الأوسط القديم والتي نقلوها من مصر إليهم..في ذاك العهد
أما بالنسبة لبداية ظهور الفن عند المصريين القدماء…
فترجع إلى عصر ما قبل الأسرات وقد ظهر ذلك بصورة واضحة في بعض الصور المنحوتة على ألواح العاج والأحجار الصلبة كحجر البازلت وغيره ,وصناعة الأوان الفخارية وقد كان واضحاً جداًّ أن الانسان في ذلك العصر كان يتمتع بذوق رفيع وفن راقِ..
ولكن بدأت عناصر الفن الصحيح تظهر في أوائل عصر الأسرات حتى بلغت ذروتها خصوصاً في عصر الأسرتين الرابعة والخامسة..وكما نعلم أن تلك الإبداعات الفنية تمثلت في أماكن عديدة رائعة ومتميزة مثل : معابد ..”الكرنك, إدفو,أبو سنبل ,وكوم امبو,وسقّارة وغيرها ..” ,,بالإضافة إلى مقابر الملوك والملكات في أراضي غرب النيل ,,وأهرامات الجيزة والعديد من الأماكن الأثرية والتي لا حصر لها..
ومن هنا نستمد أن فن النحت وعلاقته بالثقافة المصرية ..علاقة أصالة ورقيّ حيث أن هذا الفن قد استحوذ على العديد من الإبداعات المرسخة في تاريخ مصر القديم…
فقد اتخد فن النحت المصري طابع خاص وطراز عظيم وبارز من بين باقي الفنون حول العالم فهو يتسم بصفتين مهمين وهما ” الجلاء والعظمة” مع التحلّي بالذكاء والحس الفنّي الرائع وكيفية الاستخدام المتقن للموهبة الفنية بأسلوب راقي ومتميز وبرزها وكأنها حقيقية على الرغم من ضعف الإمكانيات الفنية في ذلك الوقت إلاّ أنه استطاع ببراعة أن يصقل موهبته ببراعة بتقديم أعظم الأعمال ونشرها حول العالم بروعتها الفائقة ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر + 15 =

‫شاهد أيضًا‬

حوار مع مدربة الحياة التونسيّة أ. ريم الخميري

الكوتش التونسية ريم خميري : الأمل أكسيجين الحياة معرفة الذات طريق للسعادة الحقيقية الإنسان…