‫الرئيسية‬ عبق الياسمين شعر النثر يا راعي نون النسوة / بقلم : عائشة الحطاب
شعر النثر - عبق الياسمين - 3 نوفمبر، 2017

يا راعي نون النسوة / بقلم : عائشة الحطاب

سبق نشر لأوتار

محاجر النساء

-1-

النساءُ توغِلُ في الوجودِ

وتتصحَّرُ في الروحِ

رحلة ُالوجع ِتشدُّ الرحالَ بريح ِجذبـِها

أبتهلَ الضوء ُفي مدينة ِالماء ِ

الممراتُ مرمية ٌعتيدة ُ الرجاء ِ

جاثمة ٌبلغة ِالصمت ِ

أنفلونزا الشبقِ غضة ٌتفيءُ

تكبرُ في أورامِ النهد ِ

نهضتْ دامعة ٌتعانقُ خدَّ الماء ِ

في بقايا زفير وعطر شفاه

كلُّ مساءٍ يأتي بشراهةٍ مستباحة ٍ

رائحة ُالصدرِ لا تنامُ

يعطشُ المطرُ المدللُ لجيدِها

ترفعُ حجابَ الرؤيةِ

تلوِّنُ نصْفا جفنِِ الهدوء ِ

مثلُ قطةٍ تدورُ في مساءِ المهموم ِ

في وهادِ الغربةِ تهرعُ

تهدهد نهدا الفزع

ارتعشتُ وطفقَ الدمُ المتعري

ذبحتُ فخذَ الفجرِ واغتالتِ الوجود َ

إيزيس) يا آلة الشر

يا نظرة آلة النهر

أيتـُها الأرضُ الرطبة ُ

طالَ الانتظارُ يا أوزوريس

والمكانُ نائم ٌفي التراتيل ِ

أنينُ صمتِ الليل ِفي اللوعة

آن الأوانُ يا أوزوريس

أن تضيءَ الليلَ في مولدِ القمر ِ

فأنتَ مسحور ُالجسد ِ

لماذا قلمت النار التي تكوي الحضورَ الغائمَ ؟!

لماذا سقطتْ في سعفِ الطغيانِ ؟ّ!

تراودُكَ الأحلامُ دونَ رأسٍ

أعلنتكَ عاصمتُها ربة ُالقمر ِبعدَ أنْ ..

عَلقتْ ابتسامتـُها في عيون ِالجفافِ

حيثُ رجالِ الليلِ مغولٌ …

تفتقُ السماءَ

الغرباءُ يمرونَ بدمعِهم المغسول ِ

انتصفَ الليلُ في البحرِ الهائجِ

غَضَبتِ الفصول ُ

لبستْ قماطَ الليل ِالثملِ

وراحتْ تطفحُ في وردِ الخوفِ

في قبضةٍ مستبدة ٍ

ارتداها الفجرُ الموشحُ غبطة ً

سقطتْ حقيبة ُ القمر ِبقربانِها

فتاةُ النقوش ِسقطتْ في طغي الخيال

سقطَ خجلُ الشفاهِ ،

غداً سيموتُ البردُ في الجوارِ

وهي في المحنةِ الغائبةِ

جسدٌ يتسعُ لليلٍ

يتثاءبُ زيغَ الفراشاتِ

صرخَ اليباسُ في سراج ِالفتنةِ

فمنْ رمى الموتَ في خدِّ ثوبِها

محضَ هراءٍ يجتاحُها

كيفَ اختارتِ المسخَ الضامِرَ

في ليلِ الأكذوبة ِ

كيفَ دنتْ من قيامةِ رجلٍ هرم ٍ

منهدم ِالأعضاء ِ

يبستْ عظامُهُ في صحراءَ جرداءَ

كيفَ صبتْ شرورَهُ في جسدِها

درجةُ الغليانِ في جبينِ العرقِ تزأرُ

تركتْ غابة َالنسيان ِ

صرختْ في بئرِ الخطيئة ِ

بعد أنْ تركتْ على كتفِها خصوبَة الملح ِ

تلكَ البراعمُ الموبوءة ُشفتاها

تبتلعُ زبدَ الكراهيةِ بنفسِها

لا تعرفُ كيفَ تأكلُ …

فتاتَ خبزَ الحلم ِ

كيفَ تركتها  فائضة ًكأسرابِ الطيورِ

في المساء ِالأخيرِ

معربدة ًفي غرورِها البضِّ

ظلٌّ لملامحَ ناشفة ٍ

وعندما ضجرَ الليلُ..

لم تعرف سر يدَها الهشة

لم تعرف سوى فرائسَ صافناتٍ

في خلقِ الكون ِالورع ِ

يا راعِ نونِ شمسِ النسوة ِ

أيّها المتقدمُ في تضاريسِ الورم ِ

سهراتـُك البريئة ُفي مطرِ جسدِها

جاثمة ٌعلى أريكةِ الشرودِ

في هذيِ الصمتِ المغشي

في اتحادِ الجفافِ المفتوح ِ

كيفَ تبدأُ النظريةُ في الخواءِ

بعينين فاغرتين

وهذه الشرارة ُ لا تنطفئُ في الوقت ِ

تجاوزتِ الفجرَ الضريرَ

تلوكُ القسوة َ

كيفَ تحابي البطشَ

كصدفةٍ جافةٍ ممسوخةِ اللونِ

مطليةٍ في صمغ ٍخبيثٍ

من يراكَ في صلصالِك الطويلِ

منفرداً تقفْ

ما أبصرت حدقة الجوع في التخوم

تهزُّ عراءَ اللذةِ

في غصنِ تفاحة ٍجوفاءَ أكلها العثُّ

غربلتكَ الخطوبُ لتشمَّ رائحة َالنسوةِ

من الليل ِالأحمرِ

تحملُ عيونَ النداءِ المباغتةِ

تخمرُ النارُ الطينية ُفي الذكورةِ

وفي مجرة ِجرائمِ النساء ِ

تحملُ عيونَ النداءِ المباغتةِ

تخمرُ النارُ الطينية ُفي الذكورةِ

وفي مجرة ِجرائمِ النساء ِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × واحد =

‫شاهد أيضًا‬

حوار مع مدربة الحياة التونسيّة أ. ريم الخميري

الكوتش التونسية ريم خميري : الأمل أكسيجين الحياة معرفة الذات طريق للسعادة الحقيقية الإنسان…