ذاكرة قبـــر / ناصر قواسمي
ما زالت ذاكرتي تخمش رأسي كقطٍ جائعٍ
يلوك بقايا الجهات //
في سنةِ قحط ما غافلها طيف المطر
بعد عشرين عامٍ كاملات //
لم تزل بنت تشرّش تحت التراب كسفرجلةٍ
تتراءى لي كأنها للتو مضت
وللتو اشترت تذاكر السفر // والرحيل
آهِ يا أيقونتي //
لم أزل أغوص في حبك الجميل
كجذور توتةٍ عمرها ألف سنةٍ // وأكثر
ترعى تحت الأرض مشيا دونما هُدى
ما زلت على عهدٍ قطعناه ذات بكاء
ذات حنين //
لا أنساكِ أنا // ولا أفعل
ما دام وجهك يقتات من دمي المكرور في عروقي
ويجري كنهرٍ بلا مصير
ما زلتُ أسافر بذاكرتي معكِ
وأسير خلف خطاك القرنفلية
في طرقات بدلت ملابسها التي تذكرين
وغيّرت ملامحها //
أتذكرين تلك الساحة المخملية التي كانت ملتقانا
شيدوا عليها عمارة شاهقة //
فشكرتهم دون حزن
أتدرين لماذا ….؟؟؟؟
لأن عطر أنفاسك صار يسافر للأعلى
وصار بمقدوري أن أراه من أبعد بعيد
ما زلتُ هنا //
أحتسي القهوة المُرّة كعادتي //
وأطلب لك عصير البرتقال الذي تُحبّين
هل تذكرين //
عشرين عامٍ مرّت ولم أزل أنتظرك تعودين
من قبرٍ يزدحم بروحك هناك
ويتركني هنا وحدي
ليس في جعبتي سوى ذاكرة تعشقكِ
وتسافر في تفاصيلك كل حين
ناصر قواسمي
حوار مع مدربة الحياة التونسيّة أ. ريم الخميري
الكوتش التونسية ريم خميري : الأمل أكسيجين الحياة معرفة الذات طريق للسعادة الحقيقية الإنسان…